محتوي الموضوع
يتم تعريف المجرات على أنها تجمعات هائلة مترامية الأطراف من الغاز والغبار والنجوم والمواد المظلمة ، كما أن هناك وجه شبه بين بعض مجرات الكون مع المجرة التي نتواجد بها ألا وهي مجرة درب التبانة ، أما بالنسبة للمجرات الأخرى فتختلف بصورة كبيرة عن مجرة درب التبانة ، واستناداً لبعض الدراسات التي أجريت في العام 2016م تبين بأن الكون الذي من الممكن ملاحظته يحتوي على ترليونين أو مليوني مليون مجرة ، كما ظهر بأن جميع المجرات الكبيرة في الغالب تحتوي بمركزها على ثقوب سوداء هائلة ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على عمر المجرات ، وحجم المجرات ، وهيكل المجرات ، وأنواع المجرات ، وتجمعات المجرات ، وتطور المجرات ، وغيرها من المعلومات المتعلقة بالمجرات ، فتابعوا معنا.
عمر المجرات:
- بالرغم من أن جميع المجرات لها تاريخ مختلف عن الآخر ، إلا أن معظمها لديه نفس العمر ، فقد تم قياس عمر المجرات عبر قياس أعمار أقدم النجوم التي توجد بداخل المجرة ، فمثلاً عمر مجرة درب التبانة يعادل نحو ثلاثة عشر مليار سنة ، وعند النظر للمجرات البعيدة يمكننا أن نلاحظ التشابه الكبير بأطيافها وألوانها مع المجرات القريبة ، الأمر الذي يشير لاحتوائها على عدد من النجوم القديمة المتشابهة بشكل كبير ، ونتيجة لتلك المعلومات هناك اعتقاد بأن معظم المجرات قد بدأت بالتشكل بنفس الوقت ، وعليه بدأت بتكوين النجوم في المدة نفسها ، كما يمكننا القول بأن الاختلاف الموجود بين المجرات وتكوينها ليست مسألة متعلقة بالعمر ، بل في الطريقة التي تكونت من خلالها النجوم.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن الفضاء والشمس والنجوم
حجم المجرات:
- إن حجم المجرات الحقيقي يتراوح ما بين المجرات القزمية المتطرفة التي تعتبر أصغر المجرات ، والمجرات الراديوية الكبيرة التي تعتبر أكبر المجرات ، حيث لا يتجاوز قطر المجرة القزمية المتطرفة الموجودة بقرب مجرة درب التبانة أكثر من مائة سنة ضوئية ، بينما من الممكن أن تمتد المجرة الراديوية العملاقة لأكثر من 3 مليون سنة ضوئية ، كما أن قطر بعض المجرات الحلزونية الكبيرة كمجرة أندروميدا يتراوح ما بين المائة ألف وخمسمائة ألف سنة ضوئية.
- لا يمكن لأحد أن يجزم ويحدد كتل المجرات ، وذلك بسبب الطبيعة غير المرئية للهالات السوداء المحيطة بالمجرات ، فلسوء حظنا أن معظم كتل المجرات لها طبيعة مجهولة ، إلا أنه بإمكاننا أن نقيس الكتلة الكلية للمواد الموجودة بنصف قطر المجرة التي تظهر بها النجوم أو غازات المجرة بالكثير من الأنظمة ، وكتل المجرة تتراوح ما بين المائة ألف إلى نحو 1.000.000.000.000 ضعف كتلة الشمس.
هيكل المجرات:
إن هيكل المجرات يتشكل من 4 أجزاء أساسية ، وهم : مكون القرص ، والمكون الكروي ، والأذرع الحلزونية ، وتوزيع الغاز ، وفيما يلي سوف نتحدث عن تلك المكونات الأساسية الأربعة للمجرات :
- مكون القرص : وذلك المكون يعد أحد أجزاء بعض أنواع المجرات كالمجرات الحلزونية مثل مجرة درب التبانة ، وغيرها من المجرات غير المنتظمة ، وفي العادة ما يحتوي ذلك القرص على الغبار الكوني ، والغاز ، والنجوم الجديدة ، ووسط القرص يعد مركز المجرة.
- المكون الكروي : وهذا المكون عبارة عن هيكل من النجوم القديمة المصفوفة على صورة بيضوية ، حيث تحتوي جميع المجرات مكون كروي ، وفي العادة ما يكون المكون الكروي لمعظم المجرات متشابه جداً ، كما يمكن أن يكون ذلك المكون غير واضح ببعض الحالات أو غائب تماماً.
- أذرع المجرات : إن الهيكل العام لأذرع المجرات الحلزونية يعتمد على نوع المجرة ، فيوجد مجرات محتوية على أذرع لولبية ناعمة لها زاوية صغيرة ، بينما يمتلك عدد آخر من المجرات أذرع أكثر انفتاحاً بزوايا كبيرة.
- توزيع الغاز : إن غاز الهيدروجين المحايد ينتشر بالمجرات ، ولكن من الصعب على العلماء اكتشاف الهيدروجين الجزيئي ، ولكنه في العادة ما يكون مصحوب مع جزيئات أخرى كأول أكسيد الكربون ، الذي من الممكن ملاحظته بالأطوال الموجية الراديوية.
للمزيد يمكنك قراءة : القوة والحركة والعلاقة بينهما
ما هي أنواع المجرات:
لقد قام العلماء قديماً بتحديد أنواع المجرات ، وذلك من خلال أشكال فقط ، إلا أنه ومع تطور العلم وظهور التلسكوب ، استطاعوا علماء الفلك من أن يحددوا أنواع المجرات بالاعتماد على شكلها بجانب بعض المعلومات والبيانات المكتسبة حول النجوم وحركاتها ، وفيما يلي سوف نذكر لكم أنواع المجرات :
المجرات الحلزونية:
- إن المجرات الحلزونية تعتبر أشهر أنواع المجرات ، فهذا النوع من المجرات يتشكل على هيئة قرص مسطح وأذرع لولبية تمتد بعيداً عن قلب المجرة ، كما أنها تحتوي على انتفاخ مركزي يشمل ثقب أسود ضخم ، كما تحتوي بعض تلك المجرات على شريط ممتد عبر المركز ، حيث يعتبر ذلك الشريط بمثابة قناة لنقل الغاز والنجوم والغبار.
المجرات الإهليجية:
- يتراوح شكل تلك المجرات ما بين كروية لبيضاوية ، وتتميز تلك المجرات بأنها تحتوي على كميات كبيرة من المواد المظلمة ، كما أنها تحتوي على كميات قليلة من الغبار والغاز ، وهناك اعتقاد بأن تلك المجرات قد نشأت عن طريق تصادق مجرتين حلزونيتين أو أكثر ع بعضهما البعض.
مجرات غير منتظمة:
- إن تلك المجرات تشكل نحو ربع المجرات الموجودة في الكون ، ويشير علماء الفلك على أنها مجرات غريبة أو مجرات غير منتظمة وذلك بسبب أشكالها الغريبة ، كما أن هناك بعض العلماء يظنون بأن السبب في ذلك المظهر للمجرات غير المنتظمة هو حدوث تشوهات أدت لها مجرة ضخمة قريبة أو عابرة بالقرب من ذلك النوع من المجرات.
المجرات العدسية:
- حيث تحتوي تلك المجرات على كل من المجرات الإهليجية والحلزونية معاً ، فلا تزال تلك المجرات قيد الدراسة ، ويعمل الكثير من علماء الفلك على إجراء دراسات وبحوث خاصة عن أصول تلك المجرات العدسية ، كما يعرف ذلك النوع من المجرات باسم المجرات المحدبة.
للمزيد يمكنك قراءة : حركة الكواكب والجاذبية
أنواع خاصة من المجرات:
إن الكون يحتوي على مجموعات خاصة من المجرات التي تختلف في الهيئة وبعض الصفات التي تميزها عن بعضها البعض ، كل تلك الخصائص تساعد العلماء على تصنيف المجرات بصورة موسعة ضمن تصنيفاتها العامة ، وفيما يلي سوف نتعرف على بعض الأنواع الخاصة من المجرات :
المجرات القزمية:
- وهذا النوع يعد أصغر أنواع المجرات ، وبعض تلك المجرات تتواجد بأشكال مسطحة يشار لها باسم الأقزام الكروية ، إلا أنه من الصعب تحديد ذلك النوع من المجرات من المجرات العادية نتيجة لعدم وجود تعريفات وخصائص جلية تجعل إحدى المجرات قزمة والأخرى عادية.
المجرات النجمية:
- وذلك النوع يتميز بنشاط كبير لنشأة نجوم جديدة فيه وذلك مقارنةً مع المجرات الأخرى ، بالإضافة إلى أنها تتميز بسرعة تكون النجوم الجديدة بها ، ويظن علماء الفلك بأن تلك النجوم قد نشأت بسبب تصادم المجرة والتفاعلات التي مرت بها المجرة النجمية.
المجرات النشطة:
- وتلك المجرات تتميز باحتوائها على ثقب أسود نشط ، هذا الثقب بدوره يعمل على دفع كميات كبيرة من الطاقة خارج المجرة ، وبالرغم من الأبحاث والدراسات حول تلك المجرات ، إلا أن النشاط المفاجئ لتلك الثقوب ما يزال سر لم يتم اكتشافه حتى الآن ، كما أن ذلك الثقب يقوم بإرسال الأشعة السينية وانبعاثات راديو من الممكن اكتشافها على سطح الأرض.
تجمعات المجرات:
لقد استطاع علماء الفلك أن يحددوا تجمعات مختلفة للمجرات ، حيث تقسم تلك التجمعات لفئات ثلاث وهم : المجموعات ، والتجمعات الكروية ، والتجمعات غير المنتظمة ، وفيما يلي سوف نتحدث عن تلك التجمعات الثلاثة:
- المجموعات : تلك الفئة من التجمعات تتشكل من مجموعة صغيرة تتكون ما بين العشرة إلى خمسين مجرة مختلفة ، كما تمتد تلك المجموعات إل حوالي 5 ملايين سنة ضوئية ، وتشمل تلك المجموعات نحو خمسين نظام يتكون جميعها من مجموعة متنوعة من المجرات القزمة.
- التجمعات الكروية : ويتكون معظم ذلك النوع من التجمعات من مجرات إهليجية هائلة ، فيصل قطر تلك التجمعات لنحو خمسين مليون سنة ضوئية ، كما أنه قد تضم أكثر من عشرة آلاف مجرة.
- تجمعات غير منتظمة : وهذه الفئة عبارة عن تجمعات ضخمة وكبيرة من مجرات غير منظومة من أنواع المجرات المختلفة ، وفي العادة ما يتكون معظم ذلك النوع من التجمعات من المجرات الحلزونية والمجرات الإهليجية.
للمزيد يمكنك قراءة : قدرة الله في خلق الكون
