إن مصطلح الوطن في معاجم اللغة يطلق على المكان الذي يقيم فيه الشخص ، وفعله وطن ، ومن الممكن قراءة كلمة الوطن بتسكين الطاء ، كما ذكره بعض الشعراء العرب ، فهو منزل الشخص ومحل إقامته ، بل إن كلمة الوطن هي محل إقامة جميع الكائنات وليس فقط البشر ، إلا أن التسميات تختلف بين فصيلة وأخرى ، فالأماكن التي تشكل وطن للأبقار والأغنام على سبيل المثال يطلق عليها مرابض ، والوطن عند البشر هو المكان الذي يرتبطون به ارتباط تاريخي طويل ويشكل هوية قومية لهم ، وأيضاً هناك فارق بين الوطن الأصلي المنتمي له جذور الإنسان ، ووطن الإقامة المستقر به الشخص مؤقت ريثما يرجع لوطنه مرة أخرى ، والوطن لم يغب عن الشعر العربي حيث أخرج لنا شعراء العرب قصائد طويلة وأبيات رائعة تحدثت عن حبهم للوطن ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم مقال بعنوان قصيدة شعرية عن الوطن بالفصحى لأحمد شوقي.
قصيدة شعرية عن الوطن:
وطني عليك تحيتي وسلامي
وقف بحلّي غربتي ومقامي
وطني اليك احن في سفرفي وفي
حضري اجل وبيقظتي ومنامي
وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن
من كوثر عذب ودار سلام
وطني وان نقلت شذاك لي الصبا
هاجت شجوني وانفتحن كلامي
وطني ويلويني لدى خطراتها
ذكر الصبا ومراتع الآرام
وطني وادعو في ظلام الليل
أن لا يبتليك الله بالظلام
وطني وارجو ان يدوم لك الهنا
أبداً بظل عدالة الحكّام
وطني بروحي افتديك إذا التوت
عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي
وطني إذا ما شاك مجدك شائك
فكأنما هو ناخر بعظامي
وطني إذا ما شان فضلك شائن
فأنا الغيور وعزة الاسلام
وطني العزيز وفيك كل صبابتي
وتدلّهي وتولّهي وهيامي
وطني العزيز وعنك خلت محدّثي
انحى على سمعي ببنت الجام
وطني العزيز وإن ألّم بك الأسى
قامت بقلبي سائر الآلام
وطني العزيز وأنت حنتي التي
فيها أعدّ العيش من أيامي
وطني العزيز وأنت من يحلو به
غزلي وتشبيبي وسجع نظامي
وطني العزيز وأنت من أدعو له
عقبى صلاتي دائماً وصيامي
وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي
ومآربي ومقاصدي ومرامي
وإذا أضلّ الحزم قومك تلقني
أبكي بعيني عروة بن حزام
وإذا تلاهوا عن نجاحك وارتأوا
طول الخمول تخيّبتَ أحلامي
أيها بني وطني اقيموا عزّة
إنّ الديار تعزّ بالأقوام
أحيوا المعارف وأكبروا إن تفخروا
بعظام أسلاف مضين رمام
فالمجد ما قد جددتموه بجدكم
لا ذكر أجداد قدمن كرام
والعلم أصل للمفاخر كلها
وبنوره ينجاب كل ظلام
فيه الحياة لكل مجد تالد
أو طارف كالروح للأجسام
للمزيد يمكنك قراءة : بحث عن حب الوطن والانتماء اليه
قصيدة لأحمد شوقي:
وبلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ
كأني قد لقيتُ بك الشبابا
وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً
إِذا رزقَ السلامة والإِيابا
وكلُّ عيشٍ سوف يطوى
وإِن طالَ الزمانُ به وطابا
كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ
إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا
ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي
كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا
من روائع الشعر العربي:
الناسُ حُسَّادُ المكانَ العالي
يرمونه بدسائسِ الأعمالِ
ولأنْتَ يا وطني العظيم منارةٌ
في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ
لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَُ
إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ
يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى
أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثال
**
وَا طُولَ شَوْقِي إِلَيْكَ يَا وَطَنُ
وَإِنْ عَرَتْنِي بِحُبِّكَ الْمِحَنُ
أَنْتَ الْمُنَى وَالْحَدِيثُ إِنْ أَقْبَلَ الصْـ
ـصُبْحُ، وَهَمِّي إِنْ رَنَّقَ الْوَسَنُ
فَكَيْفَ أَنْسَاكَ بِالْمَغِيبِ وَلِي
فِيكَ فُؤَادٌ بِالْحُبِّ مُرْتَهَنُ؟
لَسْتُ أُبَالِي وَقَدْ سَلِمْتَ عَلَى الدْ
دَهْرِ إِذَا مَا أَصَابَنِي الْحَزَنُ
ليتَ بريدَ الحمامِ يخبرني
عنْ أهلِ ودّي؛ فلي بهمْ شجنُ
أَهُمْ عَلَى الْوُدِّ، أَمْ أَطَافَ بِهِمْ
واشٍ أراهمُ خلافَ ما يقنوا؟
فإنْ نسوني فذكرني لهمُ
وَكَيْفَ يَنْسَى حَيَاتَهُ الْبَدَنُ؟
بَيْنَ أُنَاسٍ إِذَا وَزَنْتَهُمُ
بِالذَّرِّ عِنْدَ الْبَلاَءِ مَا وَزَنُوا
لا في موداتهمْ إذا صدقوا
ربحٌ، وَلاَ في فراقهمْ غبنُ
منْ كلَّ فظًّ يلوكُ في فمهِ
مضغةَ سوءٍ مزاجها عفنُ
للمزيد يمكنك قراءة : اليوم الوطني السعودي
أبيات شعر مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : عبارات عن الوطن
إن الوطن لكلمة تحمل بين طياتها كل المعاني الرائعة والجميلة ، إنها الأرض التي تحتوينا ، إنها القلب الذي يجمع الناس بداخله فيقدم لهم التقدير والحب ، إن الوطن عبارة عن حضن دافئ يحمي الإنسان ويربيه ، وإلى هنا أيها المتابع الكريم متابع موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام موضوع اليوم وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه حول قصيدة شعرية عن الوطن بالفصحى لأحمد شوقي ، جمعنا لك كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من أقوى ما جاد به الشعراء عن الوطن ، فقد أرفقنا لكم أربعة فقرات ، دارت أول فقرة بعنوان قصيدة شعرية عن الوطن ، وفي ثاني فقرة قدمنا قصيدة لأحمد شوقي ، وفي ثالث فقرة قدمنا مجموعة من روائع الشعر العربي ، وآخر فقرة دارت بعنوان أبيات شعر مصورة.
